المعلمة فريدة سيف النصر .. معلمة الأداء التمثيلي، ومعلمة المسلسل “سُترة”

سُترة مكتوبة ع الورق حلو أوي، والست القوية أم قلب شديد ممكن تتصاغ من كتاب سيناريو شاطرين بالتفاصيل والمواقف واللازمات بتاعتها، بس مش هتتصدق أبدًا ولا هتقتنع بيها كمُشاهد إلا لو لعبتها ممثلة تقيلة وعندها هيبة الأداء والهيئة، وبتعرف تنقل لك قوة الشخصية بلغة جسمها وحركاتها المحسوبة ورسيانها وتقلها، وده اللي عملته الجميلة والمعلمة فريدة سيف النصر؛ معلمة الأداء التمثيلي، ومعلمة المسلسل “سُترة”.

سترة اللي عاجنة عيالها وخابزاهم، وهيبتهم مابتصغرش غير قدامها وبس. بتعرف وتقرا البلاوي اللي عاملينها في بعض، وبتشيل سر ده وتقوّي قلب ده، وهي قاعدة في مكانها ولي الشيشة في إيديها، وبتحرك الكل بإشارة وغمزة.

فريدة سيف النصر عاملة أداء استثنائي بجد، ومقدمة شخصيتها بمنتهى الثقة والتقمص في وسط وحوش. وفي حلقة النهارده كمان بنشوف منها جوانب جديدة عمرنا ماتخيلنا سترة فيها!

يعني إمبارح لسه مسقطّة مديحة اللي حبلت من ابنها خضر بمنتهى القوة وجمودية القلب، والنهارده بنشوف في مواجهة مع حنة مرات ابنها نصار، وحنة بتضربها بالقلم وسط كل أهالي الحي. وسترة بتفضل ثابتة قدام الكل، ومابتخلّيش حد ياخد أي رد فعل ضد حنة، وبتنهي الموقف على طريقة الكبار اللي مش هيحاسبوا صغيرين على عملتهم.

بس بنشوفها بعد كده قاعدة لوحدها بتعيط ومهزوزة ومكسورة، وحاسة إن العمر مَد بيها وهيبتها خلاص راحت مع الصحة، وتبكي زي أي ست صورتها بتتهز قدام روحها.

فريدة سيف النسر مقدمة كل الحالات والمواقف دي بأداء رائع، وتقمص استثنائي بجد، وقادرة تورينا كل وجوه سترة وجوانبها بمَعلمة وتمكن مش طبيعيين، فبنصدقها ونهابها ونتغاظ منها ونحزن لها ونترقب ردود أفعالها، عشان أدائها متصدّق ومورطنا معاه في كل تفصيلة.